للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ (١)، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ".

قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَقَالَتَهُ قَلَصَ (٢) دَمْعِي (٣) حَتَّى مَا أُحِسُّ (٤) مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِّي فِيمَا قَالَ. فَقَالَ أَبِي: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقُلْتُ لأُمِي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا قَالَ. قَالَتْ أُمِّي: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقُلْتُ - وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا -: إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي

"إِنَّهُ بَلَغَنِي" في نـ: "فَإِنَّهُ بَلَغَنِي"، وفي نـ: "إنِّي بَلَغَنِي". "عَنِّي" سقط لفظ "عَنِّي" لأبي ذر وابن عساكر "قس" (٩/ ٢١٣). "قَالَتْ أُمِّي" في نـ: "فَقَالَتْ أُمِّي".

===

(١) قوله: (ألممتِ بذنب) أي قَرُبْتِ منه، أي: فعلتِ ذنبًا مع أنه ليس من عادتك، وقيل: اللمم مقاربة المعصية من غير إيقاع. وقيل: هو من اللمم: صغار الذنوب، كذا في "المجمع" (٤/ ٥٢٣) وغيره.

(٢) أي: ارتفع وذهب.

(٣) قوله: (قلص دمعي) بالقاف واللام المفتوحتين والصاد المهملة، أي: انقلع؛ لأن الحزن والغضب إذا أخذا حدَّهما فُقد الدمع لفرط حرارة المصيبة، "قس" (٩/ ٢١٣).

(٤) بضم الهمزة، "مجمع" (٤/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>