للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ بَعْثًا (١) وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (٢) فَقَال (٣): "إنْ تَطْعَنُوا فِي إمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إمَارَةِ

===

(١) قوله: (بعث بعثًا) أي: إلى أُبنَى بضم الهمزة فموحدة فنون مقصورة، كذا في "الحلبي" (٣/ ٢٢٧). قال القسطلاني (٩/ ٤٩٤ - ٤٩٥): بعث إلى أُبْنَى لغزو الروم مكان قتل زيد بن حارثة، فيه وجوه المهاجرين والأنصار، منهم أبو بكر وعمر، "وأمّر عليهم أسامة بن زيد"، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فحُمَّ وصُدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد له لواء بيده الشريفة، فخرج فدفعه إلى بُرَيْدَةَ الأسلمي وعسكر بالجرف. [وانظر: "تاريخ الخميس" (٢/ ١٥٤)].

(٢) لما بلغه ذلك، وخرج وقد عصب رأسه وعليه قطيفة على المنبر خطيبًا، "قس" (٩/ ٤٩٥).

(٣) قوله: (فقال) بعد أن حمد الله وأثنى عليه. قوله: "إن كان" زيد "لخليقًا" بالخاء المعجمة والقاف، أي: لجديرًا. زاد أهل السير: "فاستوصوا به خيرًا؛ فإنه من خياركم"، ثم نزل عن المنبر فدخل بيته يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودِّعون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ويخرجون إلى العسكر بالجرف، فاشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعُه يوم الأَحَد، ودخل عليه أسامة وهو مغمور، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة، قال أسامة: فعرفتُ أنه يدعو لي، ثم أصبح - صلى الله عليه وسلم - مفيقًا يوم الاثنين، فودّعه أسامة وخرج إلى عسكره، وأمر الناس بالرحيل، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أم أيمن قد جاءه يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يموت، فلما توفي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بُريْدَةُ بلواء أسامة حتى أتى به باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغرزه عند بابه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما اشتد وجعه قال: "أنفذوا بعث أسامة" فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>