كتاب صحيح البخاري - بحاشية السهارنفوري - ت الندوي

٢ - سورة البقرة - ١٠ - باب قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: ١٢٧] - ج: 8 - ص: 700

أَبِي بَكْرٍ (١)، أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَلَمْ تَرَيْ (٢) أَنَّ قَوْمَكِ (٣) بَنَوُا الْكَعْبَةَ وَاقْتَصَرُوا (٤) عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ (٥) ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا (٦) عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: "لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ (٧) بِالْكُفْرِ" (٨). فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أُرَى (٩) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ (١٠)،

"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -" في نـ: "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -". "بَنَوُا الْكَعْبَةَ" في نـ: "حِيْنَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ".

===

(١) الصديق، "قس" (١٠/ ٢٧).

(٢) بحذف النون للجزم، أي: ألم تعرفي، "قس" (١٠/ ٢٧).

(٣) أي: قريشًا، "قس" (١٠/ ٢٧).

(٤) لأنهم كثرت بهم النفقة الطيبة التي أخرجوها، كما مرَّ بيانه (برقم: ١٥٨٣) في "الحج".

(٥) فيه الترجمة، "قس" (١٠/ ٢٧).

(٦) بضم الدال، ولأبي ذر بفتحها، "قس" (١٠/ ٢٧).

(٧) قوله: (لولا حِدْثانُ قومِكِ) أي: قريش، بكسر الحاء وسكون الدال المهملتين وفتح المثلثة، مبتدأ خبره محذوف وجوبًا، أي: موجود، يعني قربَ عهدهم بالكفر لَرَدَدْتُها على قواعد إبراهيم، قاله القسطلاني (١٠/ ٢٧). ومرَّ (برقم: ١٥٨٣).

(٨) أي: لولا قرب عهد قومك ثابت لكنت رددتها، فخبر المبتدإ وجواب "لولا" كلاهما محذوفان، "ك" (١٧/ ١٢).

(٩) بضم الهمزة، أي: ما أظن.

(١٠) قوله: (ترك استلامَ الركنين اللَّذين يليان الْحِجْرَ) بكسر الحاء