(٣) قوله: (أَغْرَقَ) بفتح الهمزة وسكون المعجمة، أي: أضاع. "أعماله" الصالحةَ بما ارتكب من المعاصي، واحتاج إلى شيء من الطاعات في أهم أحواله فلم يحصل له منه شيء، ولذا قال:{وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ}[البقرة: ٢٦٦] أي: كبر السن، فإن الفاقة في الشيخوخة أصعب، {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ} صغار لا قدرة لهم على الكسب، {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} وهو الريح الشديدة. {فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} ثمارُه وأبادَتْ أشجارَه، كذا في "القسطلاني"(١٠/ ٩١). قال الكرماني (١٧/ ٤٤): فإن قلت: فيه دليل للمعتزلة في مسألة إحباط الطاعات بالمعصية؟ قلت: الكفر مُحْبِطٌ للأعمال اتفاقًا، والإغراق لا يستلزم الإحباط.