للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لَا نَعْلَمُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلَا تَحْقِرْ (١) نَفْسَكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: أَيُّ عَمَلٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ (٢) يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَعَثَ اللهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ (٣). [تحفة: ٥٨٠٢، ٥٨٧١].

"عَزَّ وَجَلَّ" سقط في نـ. "أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ" زاد بعده في نـ: " {فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ".

===

ظنًّا أو علمًا على اختلاف الروايتين، فأجابوا جوابًا يصلح صدورُه من العالم بالشيء والجاهل به فلم يحصل المقصود، "قسطلاني" (١٠/ ٩١).

(١) بفتح الفوقية وسكون المهملة وكسر القاف، "قس" (١٠/ ٩١).

(٢) ضد فقير، "قس" (١٠/ ٩١).

(٣) قوله: (أَغْرَقَ) بفتح الهمزة وسكون المعجمة، أي: أضاع. "أعماله" الصالحةَ بما ارتكب من المعاصي، واحتاج إلى شيء من الطاعات في أهم أحواله فلم يحصل له منه شيء، ولذا قال: {وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} [البقرة: ٢٦٦] أي: كبر السن، فإن الفاقة في الشيخوخة أصعب، {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ} صغار لا قدرة لهم على الكسب، {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} وهو الريح الشديدة. {فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} ثمارُه وأبادَتْ أشجارَه، كذا في "القسطلاني" (١٠/ ٩١). قال الكرماني (١٧/ ٤٤): فإن قلت: فيه دليل للمعتزلة في مسألة إحباط الطاعات بالمعصية؟ قلت: الكفر مُحْبِطٌ للأعمال اتفاقًا، والإغراق لا يستلزم الإحباط.

<<  <  ج: ص:  >  >>