(١) فيه إشارة إلى أنه كان لا يداوم على ذلك، "قس"(١٠/ ١٢٧).
(٢) قوله: (لأحياء من العرب) أي: قبائل منهم، سماهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم: رعلًا وذكوان وعُصَيَّة. قوله:"حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية" واستشكل بأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد، ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ وأجاب في "الفتح" بأن قوله: حتى أنزل الله، منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، كما بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا: قال - يعني الزهري -: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت، وهذا البلاغ لا يصح، وقصة رعل وذكوان أجنبية عن قصة أحد، فيحتمل أن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلًا.
وقد ورد في سبب نزول الآية شيء آخر غير مناف لما سبق في قصة أحد، فعند مسلم [ح: ١٧٩١] من حديث أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كُسِرَتْ رباعيتُه يوم أحد، وَشُجَّ وجهُه حتى سال الدمُ على وجهه فقال:"كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم" وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل (١) الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}، وأورده المؤلف في "المغازي"(ك: ٦٤، ب: ٢١، في غزوة أحد) معلقًا بنحوه. والجمع بينه وبين حديث ابن عمر المسوق في أول هذا الباب: أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته فأنزل الله الآية في الأمرين جميعًا فيما وقع من كسر الرباعية وشج الوجه وفيما نشأ عن ذلك من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد، فعاتبه الله تعالى على تعجيله في القول برفع الفلاح عنهم، "قس"(١٠/ ١٢٨ - ١٢٩).