للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ (١)، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ (٢)، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: ٣٠]. [راجع: ١٣٥٨، أخرجه: م ٢٦٥٨، تحفة: ١٥٣١٧].

===

(١) قوله: (إلا يولد على الفطرة) قيل: يعني العهد الذي أخذه عليهم بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: ١٧٢] وكل مولود في العالم على ذلك الإقرار، وهي الحنيفية التي وقعت الخلقة عليها وإن عبد غيره، ولكن لا عبرة بالإيمان الفطري إنما المعتبر الإيمان الشرعي المأمور به. وقال ابن المبارك: معنى الحديث أن كل مولود يولد على فطرته، أي: خلقته التي جُبِلَ عليها في علم اللَّه من السعادة والشقاوة، فكل منهم صائر في العاقبة إلى ما فطر عليها، وعامل في الدنيا بالعمل المشاكل لها، فمن أمارات الشقاء أن يولد بين يهوديين أو نصرانِيَّين أو مجوسِيَّين فيحملانه لشقائه على اعتقاد دينهما. وقيل: المعنى أن كل مولود يولد في مبدإ الخلقة على الجبلة السليمة والطبع المتَهَيِّءِ لقبول الدين، فلو ترك عليها استمرَّ على لزومها، لكن تطرأُ على بعضهم الأديان الفاسدة، كما قال: "فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجسانه، كما تنتج" بضم أوله وفتح ثالثه على بناء المفعول، أي: تلد "البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" بفتح الجيم وسكون المهمل ممدودًا: مقطوعة الأذن أو الأنف، أي: لا جدع فيها من أصل الخلقة إنما يجدعها أهلها بعد ذلك، فكذلك المولود يولد على الفطرة ثم يتغير بعد، "قسطلاني" (١٠/ ٥٧١). ومرَّ الحديث (برقم: ١٣٥٨ و ١٣٥٩) في "الجنائز".

(٢) أي: سليمة الأعضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>