(٥) قوله: (وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس) أي: الحاضرون من المشركين لما سمعوا ذكر طواغيهم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، وكان أولى سجدة نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسجدة لمعبودهم، أو وقع ذلك منهم بلا قصد، أو خافوا في ذلك من مخالفتهم، وما قيل: كان ذلك بسبب ما ألقى الشيطان في أثناء قراءته -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"، فلا صحة له عقلًا ولا نقلًا، كذا نقله صاحب المجمع (٣/ ٣٨، ٣٩)، وهكذا في "الكرماني"(١٨/ ١١٦)، وقال: كيف وقد أنكر بهمزة الإنكار شركهم في قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} إلخ [النجم: ١٩]، أي: أخبروني بأسماء هؤلاء الذين يجعلونهم شركاءهم، وما هي إلا أسماء سميتموها بمجرد الهوى لا عن حجة، انتهى.
قال في "الخير الجاري": وقد تكلم عليه القسطلاني (١١/ ١١٦) بما روى بحديث ضعيف منقطع، ولعله مشكوك لا يعارض المقطوع، وذكر بعض العلماء في حواشيه على "تفسير البيضاوي"(٢/ ٦٩٠) عند قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية [الحج: ٥٢]، قيل: هو من وضع الزنادقة، وليس في "الصحاح"، قال القاضي: وهو مردود عند المحققين، انتهى. ومرَّ (برقم: ١٠٧١). [انظر "ظفر الأماني"(ص: ٤٥٧)].
(٦) لعله إنما علم من أخباره -صلى اللَّه عليه وسلم-، "مجمع"(٣/ ٣٩).