للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ (١) (٢) إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَلَمَّا أُخْبِرُوا (٣) كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا (٤)، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ (٥). . . . . . .

"أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ" كذا في قتـ، وفي نـ: "أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ".

===

(١) الرهط: القوم، لكن لا يتوهم أن رهطًا إذا كان بمعنى القوم يكون المعنى: ثلاثة أقوام؛ لأن المعنى ثلاثة رجال هم رهط، وإنما وقع تمييز ثلاثة لأنه في معنى الجمع، كذا في "اللمعات".

(٢) قوله: (جاء ثلاثة رهط) كذا في رواية حميد، وفي رواية ثابت عند مسلم: "أن نفرًا من أصحاب النبي" ولا منافاة بينهما؛ فإن الرهط من ثلاثة إلى عشرة، والنفر من ثلاثة إلى تسعة، وكل منهما اسم جمع لا واحد له من لفظه، ووقع في مرسل ابن المسيب عند عبد الرزاق أن الثلاثة المذكورين هم علي بن أبي طالب وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص وعثمان بن مظعون. قوله: "كأنهم تقالّوها" بتشديد اللام المضمومة أي: استقلوها، أي: رأى كل منهم أنها قليلة، "فتح الباري" (٩/ ١٠٤، ١٠٥).

(٣) على بناء المفعول، "قس" (١١/ ٣٨٤).

(٤) بتشديد اللام أي: عدّوها قليلة، "قس" (١١/ ٣٨٤).

(٥) قوله: (فقالوا: وأين نحن من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟) أي: بيننا وبينه بون بعيد، فإنا على صدد التفريط وسوء العاقبة، وهو معصوم مأمون الخاتمة واثق بقوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ٢]، ولما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- معاتبًا بترك ما هو أولى تأكيدًا للعصمة أطلق عليه اسم الذنب، فينبغي لنا أن تكون العبادة نصب أعيننا ولا نصرف عنها وجوهنا ليلًا ونهارًا، ملتقط من "الطيبي" (١/ ٣٠١، ٣٠٢) و"المرقاة" (١/ ٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>