حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرِ -أَوْ أَبُو مَالِكٍ (١) - الأَشْعَرِيُّ، وَاللهِ مَا كَذَبَنِي (٢)، سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلّونَ (٣) الْحِرَّ (٤) وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ
===
(١) الشك في اسم الصحابي لا يضر، "ف" (١٠/ ٥٤)، قال ابن المديني: الصواب أبو مالك بلا شك، "ك" (٢٠/ ١٤٧).
(٢) هذا تأكيد ومبالغة في صدق الصحابي لأن عدالة الصحابة معلومة، "ع" (١٤/ ٥٩٢).
(٣) قال ابن العربي: يحتمل أن يكون المعنى: يعتقدون ذلك حلالًا، ويحتمل أن يكون ذلك مجازًا على الاسترسال في الحلال، كذا في "فتح الباري" (١٠/ ٥٥).
(٤) قوله: (الحر) بكسر حاء وخفة راء مهملتين: الفرج، وأصله: الحِزح، يريد به كثرة الزنا، ويمكن كون استحلال نكاح المتعة، "مجمع البحار" (١/ ٤٦٥)، [حكى عياض فيه تشديد الراء والتخفيف، هو الصواب، "فتح"]. قوله: "المعازف" بالمهملة والزاي: أصوات الملاهي، "ك" (٢٠/ ١٤٧)، جمع معزفة بفتح الزاي، وهي آلات الملاهي، ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف: الغناء، والذي في "صحاحه" أنها: آلات اللَّهو. وفي حواشي الدمياطي: المعازف: الدفوف وغيرها مما يضرب به، ويطلق على الغناء عزف، "ف" (١٠/ ٥٥). قوله: "عَلَم" بفتحتين، والجمع أعلام، وهو: الجبل العالي، وقيل: رأس الجبل، "ف" (١٠/ ٥٥). قوله: "يروح عليهم" كذا فيه بحذف الفاعل وهو الراعي بقرينة المقام؛ إذ السارحة لا بد لها من حافظ. قوله: "بسارحة" بمهملتين: الماشية التي تسرح بالغداة إلى رعيها [وتروح] أي: ترجع بالعشي إلى مألفها. ووقع في رواية الإسماعيلي: "سارحة" بغير موحدة في أوله ولا حذف فيها، "ف" (١٠/ ٥٥).