للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَاحِبٌ لَهُ (١)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنَّةٍ (٢)، وَإِلاَّ كَرِعْنَا". قَالَ: وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ، قَالَ:

===

(١) هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، "ع" (١٤/ ٦١٢)، "ف" (١٠/ ٧٧).

(٢) قوله: (شنة) بفتح المعجمة وتشديد النون، هي القربة الخلقة، وقال الداودي: هي التي زال شعرها من البلى. قال المهلب: والحكمة في طلب الماء البائت أن يكون أبرد وأصفى. قوله: "وإلا كرعنا" فيه حذف تقديره: فاسقنا، والكراع -بالراء-: تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف، وقال ابن التين: حكى أبو عبد الملك أنه الشرب باليدين معًا، قال: وأهل اللغة على خلافه.

قلت: ويرده ما أخرج ابن ماجه (برقم: ٣٤٣٣) عن ابن عمر قال: "مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا بها" الحديث، ولكن في سنده ضعف، فإن كان محفوظًا فالنهي فيه للتنزيه، والفعل لبيان الجواز، أو قصة جابر قبل النهي، أو المنهي في غير حال الضرورة، وهذا الفعل كان لضرورة شرب الماء الذي ليس ببارد، فيشرب بالكرع لضرورة العطش لئلا تكرهه نفسه إذا تكررت الجرع، فقد لا يبلغ الغرض من الريِّ، أشار إلى هذا الأخير ابن بطال (٦/ ٦٩).

وقوله: "يحول الماء" أي: ينقل الماء من مكان إلى مكان آخر من البستان ليعم جميع أشجاره بالسقي. وقوله: "العريش" خيمة من خشب وثمام -بضم المثلثة مخففًا، وهو نبات ضعيف له خواص-، وقد يجعل من الجريد كالقبة، أو من العيدان ويظلل عليها. و"الداجن" بجيم ونون: الشاة التي تألف البيوت. وقوله: "ثم شرب … " إلخ، في رواية أحمد: "وشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسقى صاحبه"، وظاهره: أن الرجل شرب فضلة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن في رواية لأحمد أيضًا وابن ماجه (ح: ٣٤٣٢): "ثم سقاه ثم صنع لصاحبه مثل ذلك" أي: حلب له وسكب عليه الماء البائت، هذا هو الظاهر، كذا في "فتح الباري" (١٠/ ٧٧ - ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>