عَنِ الأَعْمَشِ (١) قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ (٢) وَلَيسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرُ فَضْلَةٍ (٣) فَجُعَلَ فِي إِنَاءٍ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بهِ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ:"حَي عَلَى أَهْلِ الْوَضُوءِ (٤)(٥)،
"هَذَا الْحَدِيثَ" في نـ: "بِهَذَا الْحَدِيثِ". "لَقَدْ رَأَيْتُنِي" في ن: "قَدْ رَأَيْتُنِي". "وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ" في نـ: "وَفَرَّجَ بَينَ أَصَابِعِهِ". "حَي عَلَى أَهْلِ الْوُضُوءِ" في عسـ: "حَي عَلَى الْوُضُوءِ" في ق: "حَي عَلَي أَهْلَ الْوُضُوءِ".
===
(١) سليمان.
(٢) أي: صلاة العصر.
(٣) الفضلة: ما فضل من الشيء، "ك" (٢٠/ ١٧٤).
(٤) بفتح الواو: اسم لما يتوضأ به، "ع" (١٤/ ٦٣٦).
(٥) قوله: (حي على أهل الوضوء) للنسفي بإسقاط لفظ "أهل"، قال في "الفتح" و"العمدة" و"التنقيح": وهو أصوب كما في الحديث الآخر: "حي على الطهور المبارك"، وتعقبه في "المصابيح" (٩/ ٢٠١) فقال: كل صواب، فإن "حي" بمعنى: أقبل، فإن كان المخاطب المأمور بالإقبال هو الذي يريد به الطهور كان سقوط "أهل" صوابًا، أي: أقبل أيها المريد للتطهر على الماء الطهور. وإن جعلنا المخاطب هو [الماء] الذي أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - انبعاثه وتفجّره من بين أصابعه نزّله منزلة المخاطب تجوزًا. فإثبات "أهل" صواب، أي: أقبل أيها الماء الطهور. ووجه القاضي هذه الرواية بأن يكون "أهل" منصوبًا على النداء بحذف حرف النداء كأنه قال: حي على الوضوء المبارك يا أهل الوضوء، لكن يلزم عليه حذف المجرور، وبقاء حرف الجر غير داخل في اللفظ على معموله، وهو باطل، ولا أعلم أحدًا أجازه، وقيل: الصواب: حي هلا على الوضوء المبارك، فتحرفت لفظة "هلَّا"