قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ (١) فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ". يُرِيدُ عَيْنَيْهِ (٢).
تَابَعَهُ (٣) أَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ (٤) وَأَبُو ظِلَالٍ (٥) عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [تحفة: ١١١٨، ٢٣٠، ١٦٤٣].
: " فَصَبَرَ" في نـ: "ثُمَّ صَبَرَ". "وَأَبُو ظِلَالٍ" في ذ: "وَأَبُو ظِلَالِ بْنُ هِلالٍ".
===
(١) قوله: (بحبيبتيه) بالتثنية، وقد فسَّرهما آخر الحديث بقوله:"يريد عينيه". والمراد بالحبيبتين: المحبوبتان، لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه؛ لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير يسير به أو شر فيجتنبه. وقوله:"صبر" المراد به أنه يصبر مستحضراً ما وعد الله به للصابر من الثواب لا أنه يصبر مجرداً عن ذلك لأن الأعمال بالنيات، "ف"(١٠/ ١١٦). والظاهر أن المراد بصبره أن لا يشتكي ولا يقلق ولا يظهر عدم الرضا به، "ع"(١٤/ ٦٤٨)، وابتلاء الله تعالى عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه، بل إما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة، "ف"(١٠/ ١١٦).
(٢) هو من كلام أنس، أي: يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، "ع"(١٤/ ٦٤٨).
(٣) أي: عمراً، "ع"(١٤/ ٦٤٨).
(٤) أشعث بن عبد الله بن جابر، نسب إلى جده، "ع"(١٤/ ٦٤٨).
(٥) قوله: (أبو ظلال) بكسر المعجمة وتخفيف اللام، ولأبي ذر:"أبو ظلال بن هلال"، قال الشيخ ابن حجر (١٠/ ١١٧) وتبعه القسطلاني (١٢/ ٤٤٦): الصواب حذف لفظ "ابن"، فأبو ظلال اسمه هلال، انتهى، "خ".