للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لَمَّا ثَقُلَ (١) (٢) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ (٣) فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ (٤) لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَآخَرَ. فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ (٥) عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا دَخَلَ بَيْتَهَا وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ:

"فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي" في نـ: "قَالَ: هَلْ تَدْرِي".

===

(١) المعنى: اشتد مرضه.

(٢) قوله: (لما ثقل … ) إلخ، قيل: لا وجه لذكر هذا الحديث هنا؛ لأنه ليس فيه ذكر اللَّدود، ولا للباب المجرد ترجمة حتى يطلب بينها وبينه المطابقة. وأجيب بجواب فيه تعسف، وهو أنه: يحتمل أن يكون بينه وبين الحديث السابق نوع تضاد؛ لأن في الأول فعلوا ما لم يأمر به - صلى الله عليه وسلم - فحصل عليهم الإنكار واللوم بذلك، وفي هذا فعلوا بما أمر به - صلى الله عليه وسلم -، وهو ضد ذاك في المعنى، والأشياء تعرف بضدها، كذا في "العيني" (١٤/ ٦٩٦ - ٦٩٧). ويمكن أن يقرب بأن يقال: إنه أشار إلى أن الحديث عن عائشة في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وما اتفق له فيه [واحد] ذكره بعض الرواة تاماً واقتصر بعضهم على بعضه، كذا في "فتح الباري" (١٠/ ١٦٧).

(٣) بصيغة المجهول من التمريض، وهو القيام على المريض وتعاهده، "ع" (١٤/ ٦٩٧).

(٤) بالنون: الجمع المشددة، "ع" (١٤/ ٦٩٧).

(٥) لم يكن ترك تسمية عائشة لعلي رضي الله عنه معاداة له وإهانة عليه، حاشاها من ذلك، بل كان ذلك لأن عليًّا لم يكن ملازماً في تلك الحالة من أولها إلى آخرها، ففي بعضها قام أسامة أو الفضل بن عباس مقامه رضي الله عنهم بخلاف الجانب الآخر فإن عباساً لم يفارقه، "كرماني" (٢١/ ٦ - ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>