للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممَّن روى عنه: الأئمة الأعلام: أبو الحُسين مُسلم بن الحجاج صاحب "الصحيح" [ت ٢٦١ هـ]، وأبو عيسى الترمذي [ت ٢٧٩ هـ]، وأبو عبد الرحمن النسائي [ت ٣٠٣ هـ]، وأبو حاتم [ت ٢٧٧ هـ]، وأبو زرعة [ت ٢٦٤ هـ] الرازيان، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي الإمام [٢٨٥ هـ]، وصالح بن محمد جزرة الحافظ [ت ٢٩٣ هـ]، وأبو بكر بن خزيمة [ت ٣١١ هـ]، ويحيى بن محمد بن صاعد [ت ٣١٨ هـ]، ومحمد بن عبد اللّه مُطَيَّن [ت ٢٩٧ هـ]، وكل هؤلاء أئمة حفَّاظ، وآخَرون من الحفاظ وغيرهم، انتهى.

وفي "التيسير": قال البُخاري - رحمه اللّه تعالى -: خرَّجت كتاب "الصحيح" من زهاء ستمائة ألف حديث، وما وضعت فيه حديثًا إلَّا وصليت ركعتين. ولمّا قَدِم بَغْدادَ جاءه أصحاب الحديث، وأرادوا امتحانَه، فعَمدوا إلى مائة حديث، فقلّبوا متونها وأسانيدها، ودفعوها إلى عشرة رجال وأمروهم أن يُلقوها إليه، فانتدب - أي: تكفل - رجل منهم، فسأله عن حديث منها، فقال: لا أعرفه، فسأله عن آخَرَ، فقال: لا أعرفه، حتى فرغ من العشرة، فكان حاله معه كذلك إلى تمام العشرة، والبُخاري لا يزيدهم على قوله: لا أعرفه، فأما العلماء فعرفوا بإنكاره أنّه عارفٌ، وأما غيرهم فلم يُدركوا ذلك، فلما فرغوا التفت البُخاري إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وأما الثاني فكذا … على النسق إلى آخر العشرة، فردّ كلَّ متن إلى إسناده، وكلّ إسناد إلى متنه، ثم فعل بالباقين مثل ذلك؛ فأقرّ الناس له بالحِفظ، وأذْعنوا له بالفضل، انتهى (١).


(١) رواه الخطيب في "تاريخه" (٢/ ٢٠)، والحميدي في "جذوة المقتبس" (ص: ١٣٨)، والباجي في "التعديل والتجريح" (١/ ٣٠٨)، وابن الجوزي =

<<  <  ج: ص:  >  >>