حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ (١)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَا عَدْوَى (٢)(٣)، وَلَا طِيَرَةَ (٤)، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ". [راجع: ٥٧٠٧، تحفة: ١٢٨٣٤].
"حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ" في نـ: "أَنْبَأنَا أَبُو حَصينٍ"، وفي نـ:"أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ".
===
(١) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية: عثمان بن عاصم، "ك"(٢١/ ٣٣).
(٢) مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير، أي: لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى تأثيره استقلالًا، كما مرَّ، "مجمع"(٣/ ٥٤٤).
(٣) قوله: (لا عدوى ولا طيرة) مرَّ بيانهما قريبًا (برقم: ٥٧٥٣). قوله:"لا هامة" بخفة الميم هي: الرأس، واسم طائر، وهو المراد في الحديث، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هو البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره يصير هامة فيقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت - وقيل: روحه - تصير هامة، فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه. قوله:"ولا صَفَر" بفتحتين، هو في زعم العرب: حية في البطن تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطله الإسلام. وقيل: هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه يكثر الدواهي والفتن فنفاه الشارع. وقيل: أراد به النسيء، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلونه صفرًا وهو الشهر الحرام، "مجمع البحار"(٥/ ١٩٣ - ٣/ ٣٣١). [انظر:"النهاية"(ص: ٥١٩)].