للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ (١)، وَجَعَلَ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ، فَاصْطُنِعَ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَقِيَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَليْهِ فَقَالَ: "إِنِّي كُنْتُ اصْطَنَعْتُهُ، وَإِنِّي لَا أَلْبَسُهُ". فَنَبَذَهُ (٢)، فَنَبَذَ النَّاسُ.

وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ (٣): وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى (٤). [راجع: ٥٨٦٥، تحفة: ٧٦٣٢].

"وَجَعَلَ" كذا في هـ، ذ، وفي سـ، حـ: "وَيَجْعَلُ". "فَاصْطُنِعَ" في نـ: "فَاصْطَنَعَ الناسُ". "خَوَاتِيمُ" في ذ: "الخواتِيمُ". "فَنَبَذَ" في نـ: "وَنَبَذَ".

===

(١) قوله: (اصطنع خاتمًا من ذهب) قال الخطابي: لم يكن لبس الخاتم من لباس العرب، وإنما هو من زي العجم، فأراد أن يكتب إلى ملوكهم يدعوهم إلى الله فقيل: إنهم لا يقرؤون إلا كتابًا مختومًا؛ فاتخذ خاتمًا من الذهب، فلما رأى الناس اتبعوه فيه رمى به، وحرم على الذكور لما فيه من الفتنة وزيادة المؤنة، واصطنع خاتمًا من الفضة، وكان يجعل فصه مما يلي كفه؛ لأنه أبعد من التزين به، وكان له -صلى الله عليه وسلم- خاتمان من فضة، فص أحدهما منه، وذلك لكراهة التزين ببعض الجواهر المتلونة ببعض الأصباغ الرائقة المناظر التي تميل إليها النفوس، وكان فص الآخر حبشيًّا، وذلك مما لا بهجة له ولا زينة فيه، قاله الكرماني (٢١/ ١٠٤)، أي: حجر من بلاد الحبش، أو على ألوان الحبشة، أو منسوب إليهم، "تن" (٣/ ١١٤٤).

(٢) أي: فطرحه، "ع" (١٥/ ٧٦).

(٣) موصول بالإسناد المذكور، "ع" (١٥/ ٧٦).

(٤) قوله: (إلا قال: في يده اليمنى) قال أبو ذر في روايته: لم يقع في

<<  <  ج: ص:  >  >>