عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (١)، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ (٢)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا (٣) الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. فَقَالَ أَيُّوبُ (٤): لَعَلَّهُ فِي لَيلَةٍ مَطِيرَةٍ (٥)(٦)؟
"عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ" في قت، ذ:"عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ". " فَقَالَ أَيُّوبُ " في نـ: "قَالَ أَيُّوبُ".
===
(١)" عمرو بن دينار" المكي الجمحي مولاهم.
(٢)"جابر بن زيد" هو أبو الشعثاء البصري.
(٣) قوله: (سبعًا وثمانيًا إلخ) فيه لفّ ونشر على خلاف الترتيب، وقال الترمذي في "جامعه": أجمع الأئمَّةُ على ترك العمل بحديث ابن عباس في الجمع بالمدينة من غير خوف ولا سفر، انتهى، لكن أَوَّلَه بعضُهم على أنّه جمع بعذر المطر، وفيه أنه معارض بالرواية الأخرى:"من غير خوف ولا مطر". وبعضهم أَوَّلَه على عذر المرض ونحوه، واختاره الكرماني (٤/ ١٩١ - ١٠٢)، قال الخطابي (١/ ٤٢٧): الجمع بين صلاتين لا يكون إلا بعذر، ولذلك رخص فيه للمسافر، فلما وجدوا الجمع للحضر طلبوا وجه العذر، وكان الذي وقع لهم من ذلك المطر، انتهى.
(٤)"أيوب " السختياني، والمقول له جابر بن زيد.
(٥) المراد: في ليلة ويوم مطيرتين، "ك"(٤/ ١٩٢).
(٦) قوله: (لعله في ليلة مطيرة) أي: كثير المطر، "قال: عسى" أي: قال جابر: عسى ذلك يكون في الليلة المطيرة، واختلف في الجمع بعذر، أجازه جماعة من السلف، وهو قول مالك والشافعي وأحمد، وأَوَّلَه الحنفية على الجمع الصوري، ويُؤَيِّده ما في "البخاري" و "مسلم" من حديث ابن مسعود: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة لغير وقتها إلا بجمع … " الحديث، كذا في "العيني"(٤/ ٤٣ - ٤٤).