عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"الْمُؤْمِنُ (١) لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا". ثُمَّ شَبَّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ. [راجع: ٤٨١].
٦٠٢٧ - وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا (٢) إِذَا جَاءَ رَجُلٌ يَسأَلُ أَوْ طَالِبٌ حَاجَةٍ أَقْبَلَ (٣) عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَروا (٤)، وَلْيَقْضِ (٥) اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شاءَ". [راجع: ١٤٣٢].
"إِذَا جَاءَ" في نـ: "إِذْ جَاءَ". "فَقَالَ" في نـ: "وَقَالَ". "فَلْتُؤْجَرُوا" في مه: "تُؤْجَروا". "وَلْيَقْضِ" في نـ: "وَليَقْضِيَ"، وفي نـ:"وَيَقْضِي".
===
(١) قوله: (المؤمن) التعريف فيه للجنس، والمراد بعض المؤمن للبعض. و"يشد بعضه بعضًا" بيان لوجه التشبيه. ولفظ "ثم شبك" كالبيان أي: يشد مثل هذا الشد، "كرماني"(٢١/ ١٧٩).
(٢) حال، "ع"(١٥/ ١٨٨).
(٣) خبر كان، "ع"(١٥/ ١٨٨).
(٤) قوله: (اشفعوا فلتؤجروا) قال الشيخ ابن حجر: ينبغي أن تكون هذه اللام مكسورة لأنها لام كي، وتكون الفاء زائدة، ويحتمل أن تكون اللام لام الأمر، والمأمور به التعرض للأجر بالشفاعة، وتكسر هذه اللام على أصل لام الأمر، ويجوز تسكينها تخفيفًا، انتهى. قال الطيبي (٩/ ١٧١): الفاء واللام مقحمان للتأكيد؛ لأنه لو قيل:"اشفعوا تؤجروا" صح أي: إذا عرض المحتاج حاجته علي فاشفعوا له إليَّ، فأنتم إذا شفعتم حصل لكم الأجر، سواء قبلت شفاعتكم أو لا، ويجري الله على لساني ما يشاء من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها.
(٥) هكذا ثبت بلام الأمر، وهو الأمر بمعنى الخبر؛ لأن الله تعالى لا يؤمر. أو بمعنى الدعاء، "ف"(١٠/ ٤٥١).