للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (١) قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ (٢) الْعَبدَ نَادَى جِبْرَئِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحْبِبهُ (٣). فَيُحِبُّهُ جِبرَئِيلُ، فَيُنَادِي جِبرَئِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَع لَهُ الْقَبُولُ (٤) فِي الأَرْضِ". [راجع: ٣٢٠٩].

"الْعَبدَ" كذا في ذ، وفي نـ: "عَبْدًا". "فَأَحْبِبْهُ" كذا في ذ، وفي نـ: "فَأَحِبَّهُ" -بفتح الهمزة وكسر المهملة بعدها موحدة مشدّدة مفتوحة وتضم، "قس" (١٣/ ٧٠) -. "فِي الأَرْضِ" في نـ: "فِي أَهْلِ الأَرْضِ".

===

(١) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، "ع" (١٥/ ١٩٧).

(٢) قوله: (إذا أحب الله) المراد بمحبة الله: إرادة الخير للعبد وحصول الثواب له، ومحبة الملائكة استغفارهم له وإرادتهم خير الدارين له، وميل قلوبهم إليه لكونه مطيعًا للَّه محبًّا له، ومحبة العباد له اعتقادهم فيه الخير وإراداتهم دفع الشر عنه ما أمكن، وقد تطلق محبة الله للشيء على إرادة إيجاده وعلى إرادة تكميله، والمحبة التي في هذا الباب من القبيل الثاني، "فتح" (١٠/ ٤٦٢ - ٤٦٣). وحقيقة المحبة عند أهل المعرفة من المعلومات التي لا تحدّ وإنما يعرفها من قامت به وجدانًا لا يمكن التعبير عنه. والحب على ثلاثة أقسام: إلهي، وروحاني، وطبيعي، وحديث الباب يشتمل على هذه الأقسام الثلاثة؛ فحب الله للعبد حبّ إلهي، وحبّ جبريل والملائكة له حبّ روحاني، وحبّ العباد له حب طبيعي، "فتح".

(٣) بالفك لأبي ذر، "قس" (١٣/ ٧٠).

(٤) قوله: (يوضع له القبول في الأرض) المراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضى عنه. ويؤخذ منه: أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله، ويؤيده ما تقدم في "الجنائز":

<<  <  ج: ص:  >  >>