للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٦٥ - حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ (١) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو (٢) الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْن يَزِيدَ اللَّيثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرنِي عَنِ الْهِجْرَةِ (٣). فَقَالَ: "ويحَكَ، إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ (٤)، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَهَلْ تُؤَدِّي

"فَقَالَ: وَيْحَكَ" في نـ: "قَالَ: وَيْحَكَ".

===

(١) ابن مسلم الدمشقي، "ع" (١٥/ ٢٩٧).

(٢) هو عبد الرحمن.

(٣) هي ترك الوطن إلى المدينة، "ع" (١٥/ ٢٩٧).

(٤) قوله: (إن شأن الهجرة شديد) قيل: هذا كان قبل الفتح فيمن أسلم من غير أهل مكة، كأنه عليه الصلاة والسلام يحذره شدة الهجرة، ومفارقة الأرض والوطن، وكانت هجرته وصوله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قوله: "فهل تؤدي صدقتها" أي: زكاتها؟ ولم يسأل عن غيرها من الأعمال الواجبة عليه؛ لأن حرص النفوس على المال أشد من حرصها على الأعمال البدنية. قوله: "فاعمل من وراء البحار" بالباء الموحدة والحاء المهملة، وهي جمع بحرة، وهي القرية سميت "بحرة" لاتساعها، والمعنى: فاعمل من وراء القرى، "فإن الله لن يترك" ووقع في رواية الكشميهني بالتاء المثناة من فوق وبالجيم وهو تصحيف. قوله: "لن يترك" أي: لن ينقصك، قال تعالى: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: ٣٥]، ومادته من: وتر، يتر، وترة: إذا نقصه، وأصل "يتر" يوتر، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة، ويروى: "لن يَتْرُكَ" من الترك، والكاف أصلية، وحاصل المعنى: أن القيام بحق الهجرة شديد، فاعمل الخير حيث ما كنت، لأنك إذا أدَّيتَ فرض الله فلا تبالِ أن تقيم في بيتك، وإن كان أبعد البعيد من المدينة، فإن الله لا يضيع أجر عملك، "ع" (١٥/ ٢٩٧ - ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>