للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الزُّهْرِيِّ (١) قَالَ سَالِمٌ (٢): أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ (٣) قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ - وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ - ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى (٤) مِمَّنْ هُوَ الْيَومَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ (٥) أَحَدٌ".

[راجع: ١١٦، أخرجه: م ٢٥٣٧، تحفة: ٧٠٠٣].

"رَسولُ اللهِ " في ذ: "النَّبِيُّ". " فَقَالَ " في نـ: "قَالَ". " أَرَأَيْتَكُمْ " في نـ: "أَرَأَيْتُمْ". " اليومَ " سقط في نـ.

===

(١) " الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب.

(٢) "سالم" هو ابن عبد الله بن عمر.

(٣) "عبد الله" هو ابن عمر بن الخطاب.

(٤) قوله: (لا يبقى) خبر "إن"، تقديره: لا يبقى عنده أو فيه، وقال النووي: المراد أن كلَّ من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعدها أكثر من مائة سنة، وليس فيه نفي عيش أحد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة. وقال ابن بطال: إنما وعظهم بقصر أعمارهم، وأعلمهم أن أعمارهم ليست كأعمار من تقدَّم من الأمم؛ ليجتهدوا في العبادة. وقيل: أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالأرض البلدة التي هو فيها، وقال تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً} [النساء: ٩٧] يريد المدينة، "ع" (٤/ ٨٧).

(٥) قوله: (على ظهر الأرض) احتراز عن الملائكة وعيسى عليهم السلام، واحتجّ به البخاري وغيره على موت خضر، والجمهور على خلافه، وأجابوا بأنه عام مخصوص البعض، أو كان في البحر، ولا يعترض بهاروت وماروت لأنهما ليسا ببشر، وكذا الجواب في إبليس، قال العيني (٤/ ٨٧): الأوجه فيه أن يقال: المراد ممن هو على ظهر الأرض: أمته، أُمة إجابة كانت أو دعوة، وعيسى والخضر ليسا داخلين في الأمة، والشيطان ليس من بني آدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>