- وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ (١) مِنْ رَمَضَانَ -، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ ثئَم قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْلِبُهَا (٢) حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ (٣) بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ نَفَذَا (٤)، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". قَالَا: سُبحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَكَبُرَ (٥) عَلَيهِمَا،
"وَكَبرَ عَلَيْهِمَا" في نـ: "وَكَبُرَ عَلَيهِمَا مَا قَالَ".
===
(١) قوله: (في العشر الغوابر) أي: الباقيات، والغابر: من الألفاظ المشتركة بين الضدين، بمعنى الباقي والماضي. و"تنقلب" أي: تنصرف إلى بيتها. و"أم سلمة" - بالمفتوحتين - هند المخزومية. و"نفذا" بإعجام الذال، يقال: رجل نافذ أي: ماض. و"على رسلكما" بكسر الراء أي: على هينتكما، ويقال: افعل كذا على رسلك أي: اتئد فيه ولا تستعجل. و"سبحان اللّه" إما حقيقة أي: أنزه الله عن أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متهمًا بما لا ينبغي، وإما كناية عن التعجب من هذا القول. "وكبر" أي: عظم وشق عليهما. "ومبلغ" أي: كمبلغ. ووجه الشبه: عدم المفارقة وكمال الاتصال. "ويقذف" أي: شيئًا تهلكان بسببه؛ لأن مثل هذه التهمة في حقه - صلى الله عليه وسلم - تكاد تكون كفرًا، ومرَّ الحديث في "الاعتكاف"(برقم: ٢٠٣٥)، "ك"(٢٢/ ٦٥ - ٦٦).