للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الأَعْرَجِ (١)، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ (٢) يَدْعُو بِهَا، وَأرِيدُ أَنْ أَختَبِئَ (٣) دَعْوَتِي شَفًاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ". [طرفه: ٧٤٧٤، تحفة: ١٣٨٤٥].

"لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ" زاد في ذ: "مُسْتَجَابَةٌ".

===

وفي رواية أبي ذر "باب، ولكل نبي دعوة … " إلخ، أي: في رواية أبي ذر لفظ "باب"، فعلى رواية أبي ذر هذه اللفظة ترجمة مستقلة، وعلى رواية غيره من جملة الترجمة الماضية، "ع" (١٥/ ٤١٠).

(١) عبد الرحمن بن هرمز.

(٢) قوله: (لكل نبي دعوة) ومعناه: أن لكل نبي دعوة مجابة البتة، وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهو على رجاء إجابتها، وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب. وجاء في الصحيح: "سألت الله ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، وهي أن لا يذيق [بعض] أمته بأس بعض"، ويحتمل أن يكون المراد: لكل نبي دعوة لأمته. وفيه: بيان كمال شفقته على أمته ورأفته بهم والنظر في مصالحهم المهمة، فأخَّر -صلى الله عليه وسلم- دعوته إلى أهم أوقات حاجتهم، "ك" (٢٢/ ١٢٢ - ١٢٣). ولا بد من التقييد بكل الأمة أو بأكثرها، وذلك لأنه -صلى الله عليه وسلم- دعا لجماعة في القنوت لأهل المدينة بدفع الحمى والطاعون إلى الجحفة والبركة في صاعهم ومدهم. ثم اعلم أنه لا منافاة بين الكريمة وبين ما روي أنه: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"؛ لأن العبد المستغرق في معرفة ذاته وصفاته وآثاره وأنواره كان شأنه هذا، أفضل من اشتغاله بالدعاء؛ فإنه ربما ينسى نفسه وذاته، وإنما ملحوظه هو الله سبحانه وصفاته وآثاره وأنواره، وأما غيره فالدعاء أفضل له من غير الدعاء؛ فإنه مخ العبادة؛ لابتنائه على عجزه وغنى الله سبحانه، "خير".

(٣) أي: أؤخر وأجعلها خبيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>