للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "لَا تَسْأَلُونِّي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ". فَجَعَلْتُ (١) أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ (٢) رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى (٣) الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ (٤) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "حُذَافَةُ". ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ (٥) فَقَالَ:

"لَافٌّ رَأْسَهُ" في عسـ، ذ: "لَافًّا رَأْسَهُ".

===

بشدة الفاء: اسم من اللف -بالرفع والنصب-، وذلك خوفًا من الغضب الذي هو من أسباب نزول العذاب. قوله: "فإذا رجل" هو عبد الله بن حذافة -بضم المهملة وبالذال المعجمة وبعد الألف فاء-، وقيل: خارجة أخو عبد الله، وغرضه من سؤاله: تبيين أمره، فإن كان أبوه حذافة برئ مما رمي به، وإن كان غيره ألحق نفسه به -كما روي عنه-، حيث قال ذلك حين غضبت أمه على سؤاله، "خ". قوله: "قال: حذافة" حكم عليه بأنه والده بالوحي، أو بحكم الفراش، أو بالقيافة، أو بالاستلحاق. قوله: "فقال: رضينا بالله … " إلخ، وإنما قال ذلك إكرامًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشفقة على المسلمين؛ لئلا يؤذوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتكثير عليه. وفيه: أن غضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس مانعًا للقضاء، لكماله، بخلاف سائر القضاة. وفيه: فهمُ عُمر وفضلُ علمه؛ لأنه خشي أن تكون كثرة سؤالهم كالتعنت له. وفيه: أنه لا يسأل العالم إلا عند الحاجة، "ك" (٢٢/ ١٥٨)، "ع" (١٥/ ٤٥٧).

(١) القائل بهذا أنس رضي الله عنه، "ع" (١٥/ ٤٥٧).

(٢) بالرفع والنصب حال.

(٣) أي: خاصم، "ك" (٢٢/ ١٥٨).

(٤) أي: ينسب إلى غير أبيه، "ك" (٢٢/ ١٥٨).

(٥) أي: طفق عمر بن الخطاب يقول: "رضينا" بما عندنا من كتاب الله وسنة نبينا، واكتفينا به عن السؤال، "ع" (١٥/ ٤٥٧)، "ك" (٢٢/ ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>