للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ (١) وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ (٢) وَالْكَسَلِ (٣)، وَالْبُخْلِ (٤) وَالْجُبْنِ (٥)، وَضَلَعِ الدَّيْنِ (٦)، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"،

===

(١) هو: مكروه يتوقع، "ع" (١٥/ ٤٥٨).

(٢) ضد القدرة.

(٣) هو: التثاقل عن الأمر، ضد الجلادة، "ع" (١٥/ ٤٥٨).

(٤) ضد الكرم.

(٥) ضد الشجاعة.

(٦) قوله: (ضلع الدين) أصل الضلع بفتح المعجمة واللام: الاعوجاج، يقال: ضلع بفتح اللام يضلع، أي: مال، والمراد به ها هنا: ثقلُه وشدتُه. وقال بعض السلف: ما دخل همُّ الدّين قلبًا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه، "ف" (١١/ ١٧٤). قوله: "وغلبة الرجال" أي: تسلطهم واستيلائهم هرجًا ومرجًا، وذلك كغلبة العوامِّ.

وهذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لما قالوا: أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية، وبدنية، وخارجية، والأول بحسب القوى التي للإنسان -العقلية، والغضبية، والشهوية -ثلاثة أيضًا؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوية. والعجز والكسل بالبدنية، والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى، والأول عند نقصان عضو ونحوه. والضلع والغلبة بالخارجية، فالأول مالي والثاني جاهي، والدعاء مشتمل على الكل، "ك" (٢٢/ ١٥٩). قوله: "يُحوِّي" بضم الياء وفتح الحاء المهملة وكسر الواو المشددة أي: يجمع ويدور يعني يجعل العباءة كحوِيَّة خشية أن تسقط، وهي التي تعمل نحو سنام البعير، وقال الخطابي: بفتح الياء وإسكان الحاء وتخفيف الواو، ورويناه كذلك عن بعض رواة البخاري، وكلاهما صحيح، وهو أن يجعل لها حوية وهي كساء محشو بليف يدار حول سنام الراحلة، وهي مركب من مراكب النساء. وقد رواه ثابت "يحول" باللام

<<  <  ج: ص:  >  >>