للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-وَأَحْسِبُهُ- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي (١) وَجَهْلِي (٢) وَإِسْرَافِي (٣) فِي أَمْرِي (٤)، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ (٥) بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي (٦)

"وَأَحْسِبهُ" في نـ: "أَحْسِبُهُ".

===

(١) الخطيئة: الذنب، "ف" (١١/ ١٩٨).

(٢) ضد العلم، "ف" (١١/ ١٩٨).

(٣) الإسراف ها هنا: التجاوز عن الحد، "ع" (١٥/ ٤٨٢).

(٤) قوله: (في أمري) يحتمل أن يتعلق بالإسراف خاصة، وأن يتعلق بغيره أيضًا على سبيل التنازع، "ك" (٢٢/ ١٧٩).

(٥) أي: من الذنوب، "ع" (١٥/ ٤٨٢).

(٦) قوله: (اللهم اغفر لي) إلى آخر الدعاء، قال الطبري بعد أن استشكل صدور هذا الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [سورة الفتح: ٢] ما حاصله: أنه عليه السلام امتثل ما أمره الله [به] من تسبيحه وسؤاله المغفرة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر: ١]، قال: وزعم قوم أن استغفاره عما يقع بطريق السهو والغفلة أو بطريق الاجتهاد مما لا يصادف ما في نفس الأمر. وتُعُقِّب بأنه: لو كان كذلك للزم منه أن الأنبياء يؤاخذون بمثل ذلك فيكونون أشد حالًا من أممهم؟ وأجيب بالتزامه، قال المحاسبي: الأنبياء والملائكة أشد لله خوفًا ممن دونهم، وخوفهم خوف إجلال وإعظام، واستغفارهم من التقصير لا من الذنب المحقق. وقال عياض: يحتمل أن يكون قوله: "اغفر لي خطيئتي" وقوله: "اغفر لي ما قدمت وما أخرت" على سبيل التواضع والاستكانة والشكر لربه، لما علم أنه قد غفر له. وقيل: هو محمول على ما صدر من غفلة أو سهو أو قبل النبوة، وقال قوم: وقوع الصغيرة جائز منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>