للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ (١): {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} إِلَى قَوْلِهِ: {الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٧]، فَيُقَالُ: إِنَّهُئم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ (٢) عَلَى أَعْقَابِهِمْ". [راجع: ٣٣٤٩].

"{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ} " سقطت الواو في نـ. " {شَهِيدًا} " زاد في نـ: " {مَا دُمْتُ فِيهِمْ} ". " {الْحَكِيمُ} " في نـ: " {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ". "لَمْ يَزَالُوا" في هـ: "لَنْ يَزَالُوا".

===

(١) أراد به عيسى عليه السلام، "ع" (١٥/ ٦٠١).

(٢) قوله: (لم يزالوا مرتدين) قال الخطابي: لم يرد بقوله: "مرتدين" الردة عن الإسلام، بل التخلف عن الحقوق الواجبة، ولم يرتد بحمد الله أحد من الصحابة، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب. وقال عياض: هؤلاء صنفان: إما العصاة، وإما المرتدون إلى الكفر، وقيل: هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، وقال ابن التين: يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر. وقال الداودي: لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك. وقال النووي ["المنهاج" (٣/ ١٣٥ - ١٣٦)]: قيل: هم المنافقون والمرتدون، فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة، فيناديهم من أجل السيماء التي عليهم، فيقال: إنهم بدّلوا بعدك، أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه. قال عياض وغيره: وعلى هذا فتذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ (١) نورهم. قال الفربري (٢): ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر رضي الله عنه، فقاتلهم أبو بكر -يعني- حتى قتلوا وماتوا على الكفر، "عيني" (١٥/ ٦٠١).


(١) في الأصل: "يطفى" هو تحريف.
(٢) تقدم قول الفربري في "كتاب الأنبياء"، باب: ٤٨، حديث: ٣٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>