للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٥٣٥ - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريع: {وَنَزَعْنَا (١) مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: ٤٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (٢)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "يَخْلُصُ (٣) الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى

"حَدَّثَنَا الصَّلْتُ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ: "حَدَّثَنِي الصَّلْتُ".

===

وهو لا يتناهى في مقابلة العقاب وهو متناه، قال البيهقي: سيئات المؤمن على أصول أهل السنَّة متناهية الجزاء، وحسناته غير متناهية الجزاء؛ لأن ثوابها الخلود في الجنة، فوجه الحديث عندي -والله أعلم- أنه يعطى خصماء المؤمن المسيء من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته، فإن فنيت حسناته أخذ من خطايا خصومه فطرحت عليه، ثم يعذب إن لم يعف عنه، فإذا انتهت عقوبة تلك الخطايا أدخل الجنة بما كتب له من الخلود فيها بايمانه ولا يعطى خصماؤه ما زاد من أجر حسناته على ما قابل عقوبة سيئاته يعني من المضاعفة؛ لأن ذلك من فضل الله يختص به من وافى [يوم القيامة] مؤمنًا، والله أعلم، "ف" (١١/ ٣٩٧). فإن قلت: ما التوفيق بينه وبين قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤]؟ قلت: لا تعارض بينهما؛ لأنه إنما يعاقب بسبب فعله وظلمه. أو معناه: لا تزر باختياره وإرادته، "ك" (٢٣/ ٤١). ومرَّ الحديث (برقم: ٢٤٤٩).

(١) أي: قرأ يزيد هذه الآية وفسّرها بالحديث المذكور، "ف" (٣٩٨/ ١١)، ذكر هذه الآية بين رجال الإسناد ليبيِّن أن متن الحديث كالتفسير لها، "قس" (١٣/ ٦٢٨).

(٢) ابن أبي عروبة، "ع" (١٥/ ٦٠٩).

(٣) بفتح التحتية وضم اللام، أي: ينجون، "قس" (١٣/ ٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>