حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ (١)، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ (٢)، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بمَكَاتِلِهِمْ (٣) وَمَسَاحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ (٤)، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، خَرِبَتْ خَيبَر، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ}[الصافات: ١٧٧]. [راجع: ٣٧١، تحفة: ٥٨١].
"أَغَارَ عَلَيْهِمْ " في حـ: "غَارَ عَلَيْهِمْ". " قَالُوا " في سـ، حـ: " قَالَ". " وَالْخَمِيسُ " في سـ، حـ: "وَالْجَيشُ".
===
(١) أي: ينتظر.
(٢) الأنصاري.
(٣) قوله: (بمكاتلهم) جمع مكتل، وهو الزنبيل، وقوله: "مساحيهم" جمع مسحاة، وهي المجرفة (١) من الحديد، من السحو، بمعنى الكشف والإزالة، وميمه زائدة.
(٤) قوله: (الخميس) بالرفع والنصب على أنه مفعول معه، أي: جاء محمد والخميس، أي: الجيش؛ سمّي به لأنه مقسم خمسة: الميمنة والميسرة والقلب والساقة والمقدمة. وقوله: "خربت" دعاء أو خبر، أعلمه الله بذلك بأنه سيقع محققًا فكأنه وقع. قوله: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم" علة لخربت، أو تفاؤل لما خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم التي من آلات الهدم، والساحة: الفناء، وأصلها: الفضاء بين المنازل، كذا في "المجمع" (٤/ ٣٧٨، ٣/ ٥٠، ٢/ ٢٦، ١١٤)، "كرماني" (٥/ ١٠)، و "العيني" (٤/ ١٦٣).