للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا تَحَسَّسُوا (١)، وَلَا تَجَسَّسُوا (٢)، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا (٣)، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا". [راجع ح: ٥١٤٣، تحفة: ١٣٥٢٦].

===

ليس هو الاجتهاد على الظن، وإنما هو الظن المنهي عنه في الكتاب والسُّنَّة، وهو الذي لا يستند إلى أصل، وقال الكرماني (٢٣/ ١٥٤): والمراد به: ظن السوء بالمسلمين لا ما يتعلق بالأحكام. قوله: "أكذب الحديث" قيل: الكذب لا يقبل الزيادة والنقصان فكيف جاء منه أفعل التفضيل؟ وأجيب: بأن معناه: الظن أكثر كذبًا من سائر الأحاديث. قيل: الظن ليس بحديث؟ وأجيب: بأنه حديث نفساني، أو معناه: الحديث الذي منشؤه الظن أكثر كذبًا من غيره، وقال الخطابي: أي: الظن منشأ أكثر الكذب.

قوله: "تجسسوا … " إلخ، قيل: التجسس بالجيم: البحث عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر، وقيل: بالجيم في الخير، وبالحاء في الشر، وقال الجرمي: معناهما واحد، وهو الطلب بمعرفة الأخبار، كذا في "العيني" (١٦/ ٧) و"الكرماني" (٢٣/ ١٥٤).

فإن قلت: أين دلالته على الترجمة؟ قلت: قال شارح "التراجم": الغالب في الفرائض التعبد وحسم مواد الرأي في أصولها، فالمراد: التحريض على تعلمها، المخلص من مجال الظنون، وقال بعضهم: وجه المناسبة أنه حث على تعليم العلم، ومن العلم الفرائض، أقول: ويحتمل أن يقال: لما كان عباد الله كلهم إخوانًا لا بد من تعليم الفرائض ليعلم الأخ الوارث من غيره، "ك" (٢٣/ ١٥٤ - ١٥٥).

(١) بالحاء: ما تطلبه لنفسك، "ك" (٢٣/ ١٥٤).

(٢) بالجيم: ما تطلبه لغيرك، "ك" (٢٣/ ١٥٤).

(٣) أي: لا تقاطعوا ولا تهاجروا، "ك" (٢٣/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>