للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُذُنَيْهِ (١). وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ (٢) لَا يَجْعَلُ إِصبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ (٣): لَا بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ. وَقَالَ عَطَاءٌ (٤): الْوُضُوءُ حَقٌّ (٥) وَسُنَّةٌ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ (٦): كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَخيَانِهِ.

===

لأجل الاختلاف فيهما، أشار بالخلاف الذي بين بلال وابن عمر، إلى أن هذا الذي شاهد بلالًا حين يتبع فاه، رآه بالضرورة أنه جعل إصبعيه في أذنيه، والذي شاهد ابنَ عمر لم يره منه، وكذا أشار بالخلاف الذي بين إبراهيم وعطاء، فكان لذكر ذلك وجهٌ في هذا الباب من هذه الحيثية، هذا ما قاله العيني (٤/ ٢٥٦ - ٢٠٧).

وقال ابن حجر (٢/ ١١٥) في بيان قوله: "وقالت عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إلخ": في إيراده هنا إشارة إلى اختيار قول إبراهيم النخعي؛ لأن الأذان من جملة الأذكار، فلا يشترط فيه ما يشترط للصلاة من الطهارة واستقبال القبلة، كما لا يستحبُّ فيه الخشوع الذي ينافيه الالتفات، وجعل الأصبع في الأذن، وبهذا يعرف مناسبة ذكر هذه الآثار في هذه الترجمة، انتهى.

(١) لأنه يعين على رفع الصوت.

(٢) "كان ابن عمر" ابن الخطاب، مما رواه عبد الرزاق (رقم: ١٨١٦) وابن أبي شيبة (١/ ٢١٠) من طريق نُسَير بن ذُعْلُوق عنه.

(٣) "وقال إبراهيم" النخعي، مما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن جرير عن منصور عنه.

(٤) ابن أبي رباح مما وصله عبد الرزاق عن ابن جريج عنه، "قس" (٢/ ٣١٢).

(٥) أي: ثابتٌ من الشرع.

(٦) هذا ممّا وصله مسلم، ويؤيده قول النخعي، "قس" (٢/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>