للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَحَدَا بِهِمْ (١)، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنَ السَّائِقُ؟ " قَالُوا: عَامِرٌ. فَقَالَ: "رَحِمَهُ اللهُ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَّاهُ أَمْتَعْتَنَا بِهِ (٢). فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ (٣) فَقَالَ الْقَوْمُ: حَبطَ عَمَلُه، قَتَلَ نَفْسَهُ. فَلَمَّا رَجَعْتُ (٤) وَهُمْ (٥) يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ (٦) عَمَلُه، فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ! فَقَالَ: "كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ (٧)، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ (٨) مُجَاهِدٌ،

"هَلَّاهُ" في نـ: "هَلْ". "يَا نَبِيَّ اللهِ" في ذ: "يَا رَسُولَ اللهِ".

===

(١) أي: ساقهم منشدًا للأراجيز، "ع" (١٦/ ١٦٢).

(٢) أي: وجبت له الشهادة بدعائك، وليتك تركته لنا، وكانوا قد عرفوا أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يدعو لأحد خاصة عند القتال إلا استشهد، "ع" (١٦/ ١٦٢).

(٣) أي: تلك، "ع" (١٦/ ١٦٣).

(٤) القائل به عامر، "ع" (١٦/ ١٦٣).

(٥) الواو للحال، "ع" (١٦/ ١٦٣).

(٦) أي: بطل، "مجمع" (١/ ٤٢٨).

(٧) تأكيد لقوله: "أجرين"، "ع" (١٦/ ١٦٣).

(٨) قوله: (إنه لجاهد مجاهد) كلاهما اسم الفاعل، الأول من جهد، والثاني من جاهد، ومعناه: جاهد في الخير مجاهد في سبيل الله. وقال الكرماني: ويروى "أنه لجاهد" بلفظ الماضي، "مجاهد" بفتح الميم: جمع مجهد، يعني: حضر مواطن من الجهاد. قوله: "وأيّ قتل يزيده" أي: أي قتل يزيده الأجر على أجره؟ ويروى "يزيد"، بدون الهاء، أي: أنه بلغ أرقى الدرجات وفضل النهاية. وفي "التوضيح" (٣١/ ٣٧٦): إنما قالوا: "حبط عمله" لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: ٢٩] وهذا إنما هو فيمن يتعمد قتل نفسه، إذ الخطأ لا ينهى عنه أحد، وقال الداودي: يحتمل أن

<<  <  ج: ص:  >  >>