عَنْ أَبِي قَتَادَةَ (١)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ (٢) مِنَ اللهِ، وَالْحُلمُ مِنَ الشَّيطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ (٣) فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْهُ (٤) وَلْيَبْصُقْ (٥) عَنْ شِمَالِهِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".
وَعَنْ أبِيهِ (٦) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (٧). [راجع: ٣٢٩٢].
===
(١) هو الحارث بن ربعي، "ع"(١٦/ ٢٧١).
(٢) قوله: (الرؤيا الصالحة) الحديث، وقد اعترض الإسماعيلي فقال: ليس الحديث من هذا الباب في شيء، وأخذه الزركشي ["التنقيح"(٣/ ٨٤٨)] فقال: إدخاله في هذا الباب لا وجه له بل هو ملحق بالذي قبله. قلت: قد وقع ذلك في رواية النسفي كما أشرت إليه، ويجاب عن صنيع الأكثر بأن وجه دخوله في هذه الترجمة الإشارة إلى أن الرؤيا الصالحة إنما كانت جزءًا من أجزاء النبوة لكونها من الله تعالى بخلاف التي من الشيطان، فإنها ليست من أجزاء النبوة، وأشار البخاري مع ذلك إلى ما وقع في بعض الطرق عن أبي سلمة عن أبي قتادة، فقد وقع في رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي قتادة رضي الله عنه في هذا الحديث من الزيادة:"رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"، "ف"(١٢/ ٣٧٤).
(٣) بوزن ضرب، "قس"(١٤/ ٤٨٧).
(٤) أي: من الشيطان لأنه ينسب إليه، "ع"(١٦/ ٢٧١).
(٥) أمر بالبصق عن شماله طردًا للشيطان الذي حضر رؤياه المكروهة وتحقيرًا له واستقذارًا، وخص الشمال لأنه محل الأقذار والمكروهات، "ع"(١٦/ ٢٧١).
(٦) أي: عن أبي عبد الله وهو يحيى بن أبي كثير، "قس"(١٤/ ٤٨٨)، هو عطف على السند الذي قبله، وهذا يدل على أن مسددًا له طريقان، "ع"(١٦/ ٢٧١).