"وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لا يكذبُ" ثبت في عسـ، قتـ، صـ، ذ.
===
لا يختص بالمؤمن، وقال الداودي: المراد بتقارب الزمان: نقص الساعات والأيام والليالي، ومراده بالنقص: سرعة مرورها، وذلك قرب قيام الساعة. وقيل: معنى عدم كذب رؤيا المؤمن في آخر الزمان أنها تقع غالبًا على الوجه المرئي لا يحتاج إلى التعبير، فلا يدخلها الكذب، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبًا كما في الحديث: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا" أخرجه مسلم (ح: ١٤٥)، فيقل أنيس المؤمن ومعينه في ذلك الوقت؛ فيكرم بالرؤيا الصادقة.
وقيل: المراد بالزمان المذكور زمان المهدي عند بسط العدل وكثرة الأمن وبسط الخير والرزق. وقال القرطبي ["المفهم" (٦/ ١١)]: والمراد - والله أعلم - بآخر الزمان المذكور في هذا الحديث: زمان الطائفة الباقية مع عيسى ابن مريم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بعد قتله الدجال، "ع" (١٦/ ٢٩٧ - ٢٩٨) [انظر: "بهجة النفوس" (٤/ ٢٤٧)].
(١) قوله: (وأنا أقول هذه) إشارة إلى الجملة المذكورة بعده. وقال الكرماني: "هذه" أي: المقالة، يعني: وكان يقال … إلخ، وقوله: "وأنا أقول هذه"، كذا في رواية أبي ذر، وفي جميع الطرق، وقد وقع في "شرح ابن بطال" (٩/ ٥٣٧): "وأنا أقول هذه الأمة"، وذكره عياض كذلك. وقال: خشي ابن سيرين أن يتأول أحد معنى قوله: "وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا" أنه إذا تقارب الزمان لم يصدق إلا رؤيا الرجل الصالح، فقال: وأنا أقول: هذه الأمة، يعني: أن رؤيا هذه الأمة صادقة كلها صالحها وفاجرها؛ ليكون صدق رؤياهم زاجرًا لهم وحجة عليهم، لدروس أعلام الدين وطموس آثاره، بموت العلماء وظهور المنكر، انتهى. "ع" (١٦/ ٢٩٨).