بَلَغَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَجُلًا (١) مِنْ أَصحَابِهِ أَعْتَقَ غُلَامًا (٢) عَنْ دُبُرٍ (٣)، لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُه، فَبَاعَهُ (٤) بِثَمَانِي مِائَةِ دِرْهَمٍ (٥)(٦)، تُمَّ أَرْسَلَ بِثَمَنِهِ إِلَيْهِ. [راجع: ٢١٤١، أخرجه: د ٣٩٥٥، س في الكبرى ٥٠٠٣، ق ٢٥١٢، تحفة: ٢٤١٦].
"غُلَامًا" في قتـ، ذ:"غُلَامًا له". "عَنْ دُبُرٍ" في هـ، ذ:"عَنْ دَيْنٍ". "بِثَمَانِي مِائَةِ دِرْهَمٍ" في نـ: "بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ".
===
(١) هو المشهور بأبي مذكور.
(٢) اسمه يعقوب.
(٣) أي: علّق عتقه بعد موته. ووقع للكشميهني:"دين" بدل "دبر" وهو تصحيف، "ع"(١٦/ ٤٣٨).
(٤) واسم المشتري نعيم، "ك"(٢٤/ ٢٢٥).
(٥) مرَّ الحديث (برقم: ٢٥٣٤).
(٦) قوله: (فباعه بثماني مائة درهم) فيه جواز بيع المدبر، وهو مذهب الشافعي. وأما عندنا - أي: الحنفية - لا يجوز بيع المدبر المطلق، وهو الذي عُلق عتقه بمطلق موت المولى. والمقيد هو الذي قال له المولى: إن مت في مرضي هذا مثلًا فأنت حر فبيعه جائز بالاتفاق. ولنا في المطلق قوله عليه السلام:"المدبر لا يباع ولا يوهب ولا يورث وهو حر من الثلث"؛ ولأن سبب الحرية انعقد في الحال لعدم الأهلية بعد الموت. والجواب عن هذا الحديث وغيره من استدلالات الشافعي: أنه لا شك أن الحر كان يباع في ابتداء الإسلام على ما روي: "أنه - صلى الله عليه وسلم - باع رجلًا يقال له: سرق في دَينه" ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}[البقرة: ٢٨٠]، ذكره في "الناسخ والمنسوخ"، فلم يكن فيه دلالة على جواز بيعه الآن بعد النسخ،