للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا تَسْتَخْلِفُ (١)؟ قَالَ: إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ (٢) مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ (٣) فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ (٤) (٥)، وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا (٦) كَفَافًا (٧)، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ (٨)، …

===

(١) أي: ألا تجعل خليفة بعدك؟ "ع" (١٦/ ٤٦٣).

(٢) أي: التصريحَ بالشخص المعين وعَقد الأمرِ له، وإلا فقد نصب الأدلة على خلافة الصديق رضي الله عنه، "ك" (٢٤/ ٢٤٩).

(٣) أي: أثنى الصحابة الحاضرون على عمر، "ع" (١٦/ ٤٦٣).

(٤) بإثبات الواو، وسقطت من اليونينية.

(٥) قوله: (راغب وراهب) يحتمل معنيين: أحدهما: أن الذين أثنوا عليه إما راغب في حسن رأيي فيه وتقريبي إياه، وإما راهب من إظهار ما يضمره من كراهيته، أو المعنى: راغب فيما عندي وراهب مني. وثانيهما: أن الناس في أمر الخلافة صنفان راغب في الخلافة وراهب منها، فإن ولّيت الراغب فيها خشيت أن لا يعان عليها، وإن ولّيتُ الراهبَ عنها خشيت أن لا يقوم بها. ولهذا توسط حاله بين الحالتين حيث جعلها لأحد من الطائفة الستة ولم يجعلها لواحد معين منهم. ويحتمل أن يراد أني راغب فيما عند الله راهب من عذابه، فلا أعول على ثنائكم، وذلك يشغلني عن العناية بالاستخلاف عليكم. وفيه دليل على أن الخلافة تحصل بنص الإمام السابق. قوله: "كفافًا" أي: تكف عني وأكف عنها أي: رأسًا برأس، لا لي ولا عليَّ، هذا ملتقط من "ف" (١٣/ ٢٠٧)، "ع" (١٦/ ٤٦٣)، "ك" (٢٤/ ٢٤٩)، "مجمع" (٢/ ٣٤٨).

(٦) أي: من الخلافة.

(٧) بفتح الكاف وتخفيف الفاء أي: مكفوفًا عني شرها وخيرها.

(٨) تفسير لقوله: "كفافًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>