قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآن، فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابًا لَنْ تَضلُّوا بَجْدَه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَر، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ (١) وَالاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"قُومُوا عَنِّي"، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ (٢): فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيئَةَ (٣) كُلَّ الرَّزِيئَةَ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَينَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ (٤) وَلَغَطِهِمْ. [راجع: ١١٤].
"وَاخْتَصَمُوا" في نـ: "اخْتَصَمُوا".
===
بعده أيامًا، فلو كان فيه مصلحة لم يتركه؛ فظهر أنه تبين له - صلى الله عليه وسلم - أن تركه مصلحة. وقيل: أراد النص على خلافة الصديق، فلما تنازعوا واشتد مرضه عدل عنه معولًا على ما أصل فيه من استخلافه في الصلاة، كذا ورد في "مسلم". وفي "مسند البزار"، وبطل به قول من ظن أنه أراد زيادة أحكام وتعليم، وخشي عجز الناس عنها، انتهى.
قال ابن بطال: عمر أفقه من ابن عباس حيث اكتفى بالقرآن، ولم يكتف ابن عباس به. فإن قيل: كيف جاز لهم مخالفة أمره؟ قلنا: قد ظهر منه من القرائن ما دل على أنه لم يوجب ذلك عليهم، "ك"(٢٥/ ٩٠).
(١) أي: الصوت بلا فهم المقصود.
(٢) ابن عبد الله بن عتبة، "ك"(٢٥/ ٩٠)، هو موصول بالسند المذكور، "ف"(١٣/ ٣٣٦).
(٣) بالراء ثم الزاي بوزن الفعيلة مهموزًا، وقد تقلب وتدغم، وهي المصيبة، "ك"(٢٥/ ٩٠)، "ع"(١٦/ ٥٦٩).