للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ (١)، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ.

===

(١) قوله: (أهاليكن) الأهالي جمع أهل على غير القياس، والقياس "أهلون"، وأهل الرجل: امرأته وولده وكل من في عياله، وكذا كل أخ أو أخت أو عم أو ابن عم أو صبي أجنبي يعوله في منزله. وعن الأزهري: أهل الرجل: أخص الناس به، ويكنى به عن الزوجة. ومنه: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ} [القصص: ٢٩]. قوله: "من فوق سبع سماوات" لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافت إلى فوق سبع سماوات، وقال الراغب: فوق تستعمل في الزمان والمكان والجسم والعدد والمنزلة والقهر، فالأول: باعتبار العلو ويقابله تحت نحو: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]. والثاني: باعتبار الصعود والانحدار نحو: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: ١٠]. والثالث: في العدد نحو: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} [النساء: ١١]. والرابع: في الكبر والصغر كقوله: {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦]. والخامس: يقع تارة باعتبار الفضيلة الدنيوية نحو: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف: ٣٢]، والأخروية نحو: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [البقرة: ٢١٢]. والسادس: نحو قوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: ١٨]، وَ {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: ٥٠]، كذا في "قس" (١٥/ ٤٥١)، "ع" (١٦/ ٦١٩ - ٦٢٠).

ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "مِن فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ" وهو العرش، ويؤيده ما رواه القاسم التيمي في "كتاب الحجة" من طريق داود بن أبي هند عن عامر - هو الشعبي - قال: كانت زينب تقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعظم نسائك عليك حقًّا؛ أنا خيرهن منكحًا، وأكرمهن سفيرًا، وأقواهن رحمًا، زوجنيك الرحمن من فوق عرشه، وكان جبريل هو السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك وليس لك من نسائك قريبة غيري، "ع" (١٦/ ٦١٩)، وأم زينب بنت جحش: أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>