(١) قوله: (فما تلافاه) بالفاء: ما تداركه. فإن قلت: مفهومه عكس المقصود؟ قلت: "ما" موصولة أي: الذي تلافاه هو الرحمة، أو نافية، وكلمة الاستثناء محذوفة عند من جوز حذفها، أو المراد: ما تلافى عدم الابتئار لأجل أن رحمه أو بأن رحمه، "ك" (٢٥/ ١٩٥)، "ع" (١٦/ ٦٨٦).
ويشكل على هذا أمر من قوله: "إن يقدر الله يعذبه"؛ فإن ظاهره أنه كان شاكًّا في قدرة الله تعالى! وهو كفر، فكيف تلافاه الله بالرحمة؟ فقال صاحب "المجمع" (٤/ ٢٢٥): "قدر" بالتخفيف للجمهور بمعنى ضيق، وبالتشديد لبعض بمعنى قدر على العذاب. "ن": "قدر" بالتخفيف والتشديد أي: قضاه، وليس هو شكًّا في القدرة وإلا كفر فلا يغفر. وقيل: قاله وهو مغلوب على عقله بالخوف والدهش، أو هو بالشك جهل صفة الله بالقدرة، والجاهل لا يكفر بل الجاحد على الأصح. "ك": أو كان في شرعهم جواز غفران الكفر أو بمعنى ضيق وناقشه في الحساب، أو أن الجاهل بالصفات عذره البعض فإن العارف بها قليل، ولذا قال الحواريون خلص أصحاب عيسى:{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ}[المائدة: ١١٢] أو هو في زمان الفترة حين ينفع مجرد التوحيد، انتهى.
(٢) في نسخة عتيقة بالرفع والنصب، عائد إلى الترجمة، "خ".
(٣) القائل هو سليمان التيمي، وذهل الكرماني فجزم بأنه قتادة، "ف" (١٣/ ٤٧٢).