ولذلك تُتلى آية مفردة في أول كل سورة، كما تلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت عليه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} [الكوثر: ١]، وعن ابن عباس:"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف فصلَ السورة حتى ينزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)}، رواه أبو داود (ح: ٧٨٨) والحاكم (١/ ٣٢٨)، وقال: إنه على شرط الشيخين.
وأيضًا قال العيني (٤/ ٤٠٤): وأحاديث الجهر وإن كثرت رواتها فكلُّها ضعيفة، وليست مخرجة في الصحاح ولا في المسانيد المشهورة، انتهى.
وكذا قال ابن الهمام (١/ ٢٩١) حيث قال: قال ابن تيمية: وروينا عن الدارقطني أنه قال: لم يصحّ عنه - صلى الله عليه وسلم - في الجهر حديث، وفي مسلم (١): "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسرّ بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)}، وأبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -"، انتهى كلام ابن الهمام.
(١) "موسى بن إسماعيل" المنقري التبوذكي.
(٢) "عبد الواحد بن زياد" العبدي البصري.
(٣) "عمارة بن القعقاع" ابن شبرمة الضبي الكوفي.
(٤) "أبو زرعة" هرم أو عبد الرحمن أو عمرو أو جرير بن عمرو البجلي.
(٥) قوله: (يسكت) بفتح أوله، "إسكاتة" بكسر همزة، مصدر شاذ،
(١) قلت: كذا في "فتح القدير"، ولم أجد في "صحيح مسلم" هذه الرواية، بل أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (٤٩٨) والطبراني في "معجمه" (٧٣٨).