عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (١) قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى (٢)، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ! قَالَ آدَمُ:
"أَنَّ رَسُول اللَّهِ" كذا في صـ، ذ، وفي ذ: "أَنَّ النَّبِيَّ".
===
تعالى في سورة الأعراف:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي}[الأعراف: ١٤٤].
وأجمع السلف والخلف من أهل السُّنَّة وغيرهم على أن " {وَكَلَّمَ}" هاهنا بمعنى الكلام. ونقل في "الكشاف" عن بدع بعض التفاسير أنه من الكلم بمعنى الجرح وهو مردود بالإجماع المذكور.
قال ابن التين: اختلف المتكلمون في سماع كلام الله تعالى، فقال الأشعري: كلام الله القائم بذاته يسمع عند تلاوة كل تالي وقراءة كل قارئ، وقال الباقلاني: إنما يسمع التلاوة دون المتلو والقراءة دون المقروء، "ف" (١٣/ ٤٧٩).
(١) مرَّ الحديث (برقم: ٦٦١٤).
(٢) قوله: (احتج آدم وموسى) أي: تحاجّا وتناظرا. و"أخرجت" أي: كنت سبب خروجهم بواسطة أكل الشجرة. و"بم تلومني" أي: بما تلزمني وفي بعضها: "ثم" بالمثلثة، و"فحج" أي غلب آدم على موسى بالحجة. فإن قلت: فما قولك في مناظرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلي رضي الله عنه حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تصلون؟ " فقال علي: أنفسنا بيد الله تعالى إن شاء أن يبعثنا للصلاة بعثنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}"؟! قلت: هاهنا رضي الله عنه صار محجوجًا؛ لأن هذه الآية كانت في دار التكليف والاعتبار فيها إنما هو بالشريعة، بخلاف مناظرتهما فإنه في دار أخرى، وقد كشف الغطاء وظهرت الحقائق فلا فائدة لتلك المناظرة إلا تخجيل آدم فقط؛ وليس ذلك مكانه، "ك" (٢٥/ ٢٠٣).