الكمال لأنفسهم والتكميل لغيرهم، وقال بعضهم: الباء في لفظ الأمر بمعنى مع. والمقصود من هذا الباب كون الله تعالى ذاكرًا أو مذكورًا بمعنى الأمر والدعاء، "ك"(٢٥/ ٢١١).
(١) قوله: (لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي … } إلخ، قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} إذا ذكر العبد ربه وهو على طاعته ذكره برحمته، وإذا ذكره وهو على معصيته ذكره بلعنته، قال: ومعنى قوله: {اذْكُرُونِي … } إلخ، اذكروني بالطاعة أذكركم بالمعونة. وعن سعيد بن جبير: اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة. وذكر الثعلبي في تفسير هذه الآية نحو الأربعين عبارة أكثرها عن أهل الزهد، "ف"(١٣/ ٤٨٩).
(٢) قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ … } إلخ) قال ابن بطال (١٠/ ٥١٩): أشار إلى أن الله تعالى ذكر نوحًا بما بلغ به من أمره وذكر بآيات ربه، وكذلك فرض على كل نبي تبليغ كتابه وشريعته. وقال الكرماني (٢٥/ ٢١١): المقصود من ذكر هذه الآية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مذكور بأنه أمر بالتلاوة على الأمة والتبليغ إليهم أن نوحًا كان يذكرهم بآيات الله وأحكامه، "ف"(١٣/ ٤٨٩).