للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{غُمَّةً} (١) (٢): غَمٌّ وَضِيقٌ. قَال مُجَاهِدٌ: {اقْضُوا إِلَيَّ}: مَا فِي أَنْفُسِكُمْ، يُقَال: افْرُقْ: اقْضِ، وَقَال مُجَاهِدٌ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: ٦]: إنْسَانٌ (٣) يَأْتِيهِ (٤) فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ عَليْهِ، فَهُوَ آمِنٌ حَتَّى يَأتِيَه فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ، وَحَتَّى يَبْلُغَ مَأْمَنَهُ حَيْثُ

"غَمّ" في نـ: "هَمٌّ". "وَمَا أُنْزِلَ" في ذ: "وَمَا يُنزَّلُ". "حَتَّى يَأتِيَه" كذا في هـ، ذ، وفي هـ: "حِينَ يَأْيته".

===

(١) هو تفسير قوله تعالى حكاية عن نوح: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [يونس: ٧١]، "ف" (١٣/ ٤٨٩).

(٢) قوله: {غُمَّةً … } إلخ)، أي: ما في بقية الآية وهي قوله تعالى: {فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} ففسر الغمة بالهم والضيق. وفسر مجاهد: {اقْضُوا} باعملوا أي: ما في أنفسكم من إهلاكي ونحوه من سائر الشرور. وقال: معنى الآية: فافرق: فاقض، يعني: أظهر الأمر وأفصله وميزه بحيث لا تبقى غمة أي: لا تبقى شبهة وسترة وكتمان، ثم اقض بالقتل ظاهرًا مكشوفًا ولا تمهلوني بعد ذلك، وفي بعضها يقال: افرق فاقض فلا يكون مسندًا إلى مجاهد، "ك" (٢٥/ ٢١١).

(٣) أي: مشرك، "ك" (٢٥/ ٢١١).

(٤) قوله: (إنسان يأتيه … ) إلخ، تفسير مجاهد. قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [أصله: وإن استجارك أحد، فحذف استجارك لدلالة استجارك الظاهر عليه]. قوله: "إنسان" أي: مشرك يعني: إن أراد مشرك سماع كلام الله تعالى فاعرض عليه القرآن وبلغه إليه وأمنه عند السماع، فإن أسلم فذاك، وإلا فرده إلى مأمنه من حيث أتاك، "ع" (١٦/ ٧٠٢). قال ابن بطال (١٠/ ٥١٩): ذكر هذه الآية من أجل أمر الله تعالى نبيه بإجارة الذي يسمع الذكر حتى يسمعه، فإن أمن فذاك وإلا فيبلغ مأمنه حتى يقضي الله فيه ما شاء، "ف" (١٣/ ٤٩٠)، "ع" (١٦/ ٧٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>