للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ (١)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (٢)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ مِنَّا (٣) مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ". وَزَادَ غَيْرُهُ (٤): "يَجْهَرُ بِهِ" (٥). [تحفة: ١٥٢١١].

===

(١) محمد بن مسلم الزهري.

(٢) ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع" (١٦/ ٧١١).

(٣) قوله: (ليس منا) الحديث أي: ليس من أهل سنتنا، وليس المراد من أهل ديننا، و"لم يتغن" أي: لم يجهر بقراءة القرآن وغيره هو صاحب لأبي هريرة، وقيل: أي: من لم يستغن به. قال شارح التراجم: فيه أن الجهر مطلوب، وأشار البخاري بالترجمة إلى أن تلاوة الناس يتصف بالجهر والإسرار، وذلك يدل على أنها مخلوقة لله تعالى، وكذا في {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} دليل على أن قولهم مخلوق، وكذا قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي: بقراءتك دل على أنها فعله، وكذلك "من لم يتغن" أضاف الفعل إليه، وكان محمد بن يحيى الذهلي أنكر على البخاري فيما قال: لفظي بالقرآن مخلوق حيث قال: من قال: إن القرآن مخلوق فقد كفر، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقد ابتدع، وروي أن البخاري سئل عن ذلك فقال: أعمال العباد كلها مخلوقة، وكان لا يزيد على ذلك. أقول: الحق مع البخاري في أن القراءة حادثة؛ إذ القراءة غير المقروء والذكر غير المذكور والكتابة غير المكتوب. نعم، المقروء والمذكور والمكتوب قديم. ثم إن جمهور المتكلمين من أهل السُّنَّة على أن القديم هو المعنى القائم بذات الله، وأما اللفظ فحادث، "ك" (٢٥/ ٢١٩ - ٢٢٠).

(٤) أي: في آخر الحديث، "ع" (١٦/ ٧١١)، أي: غير أبي هريرة، "قس" (١٥/ ٥٨٣).

(٥) أي: بالقرآن، (١٦/ ٧١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>