للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ الزُّهْرِيُّ: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ (١)، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْبَلَاغ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ. وَقَالَ: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِم} [الجن: ٢٨]. وَقَالَ: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} [الأعراف: ٦٢]. وَقَالَ

"رَسُول اللَّهِ" في صـ: "رَسُولِه". "وَقَالَ" في ذ: "وَقَال الله تَعَالَى".

===

فيجب عليه تبليغ كل ما أنزل إليه والله أعلم، ورجح الآخر ابن التين ونسبه لأكثر أهل اللغة.

وقد احتج أحمد بن حنبل بهذه الآية على أن القرآن غير مخلوق؛ لأنه لم يرد في شيء من القرآن ولا من الأحاديث أنه مخلوق ولا ما يدل على أنه مخلوق، ثم ذكر عن الحسن البصري أنه قال: لو كان ما يقول الجعد حقًّا لبلغه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" بعد أن ساق قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ … } الآية، قال: فذكر تبليغ ما أنزل ثم وصف فعل تبليغ الرسالة فقال: وإن لم تفعل فما بلغت، قال: فسمى تبليغ الرسالة وتركه فعلًا ولا يمكن أحدًا أن يقول إن الرسول لم يفعل ما أمر به من تبليغ الرسالة، يعني: فإذا بلغ فقد فعل ما أمر به وتلاوته ما أنزل الله هو التبليغ وقد فعله، وقال في الكتاب المذكور أيضًا: قوله تعالى: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ … } الآية، هو مما أمر به، وكذلك أقيموا الصلاة، والصلاة بجملتها طاعة الله وقراءة القرآن من جملة الصلاة، فالصلاة طاعة والأمر بها قران، وهو مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء على الألسنة، فالقراءة والحفظ والكتابة مخلوقة، والمقروء والمحفوظ والمكتوب ليس بمخلوق، ومن الدليل عليه: أنك تكتب "الله" وتحفظه وتدعوه، فدعاءك وحفظك وكتابتك وفعلك مخلوق والله هو الخالق، "ف" (١٣/ ٥٠٤).

(١) أي: الإرسال، لا بد في الرسالة ثلاثة أمور: المرسل والمرسل

<<  <  ج: ص:  >  >>