للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَولُهُ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ} -إِلَى قَوْلِهِ- {سَبْحًا طَوِيلًا} {المزمل: ١ - ٧}. وقوله: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} -إلى قَوْلِهِ - {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: ٢٠]

"وَقَوْلُهُ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} -إلى- {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} في نـ: "وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا}. وَقَوْلُهُ: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ".

===

(١) قوله: ({يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّل}) يعني الملتفّ في الثياب، " {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} " أي: منه، " {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ} " أي: ترسَّلْ فيه، " {قَوْلًا ثَقِيلًا} " أي: القرآن وما فيه من الأوامر والنواهي، " {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} " أي: قيام الليل، " {أَشَدُّ وَطْئًا} " قال السمرقندي: يعني: أثقل على المصلي من ساعات النهار، فأخبر أن الثواب على قدر الشدة، وقرأ أبو عمرو وابن عامر: أشد وطاء، بكسر الواو ومد الألف، والباقون بفتح الواو وسكون الطاء بغير مد، فمن قرأ بالكسر يعني أشد مواطأة أي: موافقة بالقلب والسمع، ومن قرأ بالفتح أبلغ في القيام وأبين في القول، " {وَأَقْوَمُ قِيلًا} " يعني أثبَتُ للقراءة، " {سَبْحًا طَوِيلًا} " تصرفًا وتقلبًا في مهماتك وشواغلك، " {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} " أي: لن تطيقوا قيام الليل، " {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} " عبارة عن الترخيص في ترك القيام المقدر، " {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ} " يريد: فصَلّوا ما تيسّر عليكم من صلاة الليل (١) وهو ناسخ للأول ثم نُسخا


(١) في الأصل: "من قيام الليل".

<<  <  ج: ص:  >  >>