وفي اصطلاح الشريعة: هو كلام الله المنزّل على نبي من أنبيائه - عليهم السلام -.
أما أقسامه في حق الأنبياء - عليهم السلام - فعلى ثلاثة أضرب: أحدها: سماع الكلام القديم كسماع موسى - عليه السلام - بنص القرآن ونبينا - صلى الله عليه وسلم - بصحيح الآثار، الثاني: وحي رسالة بواسطة المَلَك، الثالث: وحي تَلَقٍّ بالقلب كقوله - عليه السلام -: "إن روح القدس نفث في رُوعي" أي في نفسي، وقيل: كان هذا حال داود - عليه السلام -. [قال شيخنا: الرابع: وحي منام، انظر:"الكنز المتواري"(١/ ١٤)].
أما الوحي إلى غير الأنبياء - عليهم السلام - فهو بمعنى الإلهام كالوحي إلى النحل. وأما صوره على ما ذكره السهيلي (١)(٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨) فسبعة: الأولى: المنام، كما جاء في هذا الحديث الآتي عن عائشة، والثانية: أن يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس، كما جاء فيه أيضًا، والثالثة: أن ينفث في رُوعه الكلام، والرابعة: أن يتمثل له المَلَك رجلًا، والخامسة: أن يتراءى له جبرئيل - عليه السلام - في صورته التي خلقه الله تعالى [فيها] له ست مِائة جناح، ينتشر منها اللؤلو والياقوت، والسادسة: أن يكلّمه الله تعالى من وراء حجاب، إما في اليقظة كليلة الإسراء أو في النوم كما جاء في "الترمذي" مرفوعًا: "أتاني ربّي في أحسن صورة، فقال: فيمَ يختصم الملأ الأعلى"، الحديث، وحديث عائشة الآتي ذكره:"فجاءه المَلَك فقال: اقرأ"
(١) السهيلي: هو صاحب "الروض الأنف" اسمه عبد الرحمن بن أحمد السهيلي، (ت ٥٨١)، ترجمته في "الشذرات" (٤/ ٢٧١)، و"الأعلام" (٣/ ٣١٣).