= لم يثبت عندها، ومذهبها أن أهل القبور يعلمون ما سمعوه قبل الموت ولا يسمعون بعد الموت، انتهى.
قال العيني في "عمدة القاري"(٦/ ٢٧٨)، وابن حجر في "فتح الباري"(٣/ ٢٣٤ - ٢٣٥): هذا من عائشة ردٌّ على رواية ابن عمر، لكن الجمهور خالفوها، وقبلوا رواية ابن عمر رضي الله عنه لموافقة من رواه غيره، وقال السهيلي: عائشة لم تحضر قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فغيرها مِمن حضر أحفظ للفظ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: وأما الآية فإنها كقوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ}[الزخرف: ٤٠] أي: أن الله هو الذي يسمع ويهدي، وقال ابن التين: لا معارضة بين حديث ابن عمر والآية؛ لأن الموتى لا يسمعون بلا شك، لكن إذا أراد الله إسماع ما ليس من شأنه السماع لم يمتنع كقوله تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} إلخ [الأحزاب: ٧٢]، وقوله:{فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا}[فصلت: ١١] انتهى مختصرًا.
(١)"عبدان" لقب عبد الله بن عثمان.
(٢)"أبي" عثمان بن جبلة العتكي.
(٣)"شعبة" ابن الحجاج.
(٤)"الأشعث عن أبيه" أبي الشعثاء -بالمد- سليم بن الأسود المحاربي.