للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ (١) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ (٢) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: "أَنْ تَصَدَّقَ (٣) وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ (٤) حَتَّى إِذَا بَلَغْتَ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ (٥) كَذَا، وَلفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ". [طرفه: ٢٧٤٨، أخرجه: م ١٠٣٢، د ٢٨٦٥، س ٢٥٤٢، ٣٦١١، تحفة: ١٤٩٠٠].

===

(١) " عمارة بن القعقاع" ابن شبرمة الضبي الكوفي.

(٢) "أبو زرعة" هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي.

(٣) قوله: (أن تصدق) أصله تتصدق، من باب التفعل، مرفوع على الخبرية، والمبتدأ محذوف، تقديره: أعظم الصدقة أجرًا أن تصدّق. قوله: "تخشى الفقر، وتأمل الغنى" بضمّ الميم أي: تطمع بالغنى (١)، والصدقة في هاتين الحالتين أشدّ مراغمة للنفس، "ع" (٦/ ٣٨٤).

(٤) بالجزم على النهي، وبالنصب عطف على "أن تصدق" أو بالرفع، "قس" (٣/ ٦٠٤)، من الإمهال، "ع" (٦/ ٣٨٤).

(٥) قوله: (لفلان) أي: الموصى له، "كذا" كناية عن الموصى به، قوله: "وقد كان لفلان" أي: لوارث، حاصل المعنى: أفضل الصدقة أن تتصدق حال حياتك وصحتك مع احتياجك إليه واختصاصك به، لا في حال سقمك وسياق الموت؛ لأن المال حينئذٍ خرج عنك وتعلَّق بغيرك. ويشهد لهذا التأويل حديث أبي سعيد: "لأَنْ يتصدق المرء في [حال] حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته"، "عيني" (٦/ ٣٨٥).


(١) في الأصل: "أي: قطع بالغنى".

<<  <  ج: ص:  >  >>