حين يزني وهو مؤمن" الحديث، فالخلاف لفظي راجع إلى تفسير الإيمان، ولا خلاف في المعنى، فإن الإيمان المنجي من دخول النار هو الثاني باتفاق جميع المسلمين، والإيمان المنجي من الخلود في النار هو الأول باتفاق أهل السنة خلافًا للمعتزلة والخوارج، ويدل على ذلك حديث أبي ذر: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة"، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "وإن زنى وإن سرق" الحديث، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" فبهذا يندفع الإشكال وتجتمع الأقوال، ملتقط من "العيني" (١/ ١٦٣ - ١٧٥).
(١) بالطاعة، "قس" (١/ ١٤٦).
(٢) بالمعصية، "قس" (١/ ١٤٦).
(٣) قوله: (ويزيد وينقص) قال الإمام: هذا البحث لفظي؛ لأن المراد بالإيمان إن كان هو التصديق فلا يقبلهما، وإن كان الطاعات فيقبلهما، فكل ما قام من الدليل على أن الإيمان لا يقبلهما فهو مصروف إلى أصل الإيمان، وكل ما دل على أن الإيمان يقبلهما فهو مصروف إلى الكامل وهو مقرون بالعمل، "ع" (١/ ١٧٢).
(٤) استدلّ المؤلف بثمان آيات من القرآن على زيادة الإيمان، "قس" (١/ ١٤٧).
(٥) بزيادة العلم الحاصل من تدبّرها، "قس" (١/ ١٤٧).